
جدول المحتويات:
يعاني الجميع من مشاكل الثقة بالنفس من وقتٍ لآخر، ففي هذا العصر الذي نعيشه أصبح من الصعب جداً الحفاظ على مستويات مرتفعة للثقة طوال الوقت، رغم ذلك إذا كنت تواجه يوماً عصيباً تلو الآخر، كيف تحافظ على ثقتك بنفسك وتبدأ كل يوم منتعشاً؟
من حسن حظك أن العلم في صفك. وقد وجد الباحثون والعلماء الحل المناسب لك، هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لمساعدتك على زيادة شعور الثقة بالنفس، وفي هذا المقال سنقدم بعض طرق زيادة الثقة بالنفس وسنناقش مفهوم الثقة بالنفس، وما هي أهميته؟ وكيف تزيد من ثقتك بنفسك؟
ما هي الثقة بالنفس؟ وما هي أهميتها؟
الثقة بالنفس هي الشعور العام بالإيمان والثقة في قدرتك على التحكّم في مجريات حياتك، أو في مواقف محددة من حياتك. على سبيل المثال، قد يكون لديك ثقة عالية بالنفس في مجالٍ معين ولكنك تشعر بثقة أقل في مجالاتٍ أخرى، وفي تعريفٍ أبسط فإنَّ الثقة بالنفس هي الشعور بالرضا على قدراتك وصفاتك وحكمك.
إنَّ ثقتك بنفسك تؤثر بشكلٍ كبيرٍ في كيفية تقديم نفسك للآخرين، وكيفية رؤيتهم لك.
تشير الأبحاث إلى أنَّ الثقة بالنفس مهمة للصحة والرفاهية النفسية، وللنجاح في الحياة الشخصية والمهنية، لذلك يجب عليك تعلُّم كيف تكون أكثر ثقةً بنفسك، وتعلُّم بعض فوائدها.
يمكن أن تلعب الثقة بالنفس أيضًا دوراً مهماً في وجود الدافع والحافز لتحقيق أهدافك، وعلى سبيل المثال كلّما زادت مستويات الثقة بالنفس عند الرياضيين تحسَّن أداؤهم بشكلٍ ملحوظٍ في الرياضة التي يمارسونها.
إذاً بعد التعرُّف على مفهوم الثقة بالنفس ومدى أهميته، لا بدَّ أنَّك تسأل السؤال التالي:
كيف تكون أكثر ثقةً بنفسك؟
لحسن الحظ، هناك العديد من الأشياء السهلة التي يمكنك القيام بها لزيادة ثقتك بنفسك. سواء كنت تفتقر إلى الثقة في مجالٍ معين أو كنت تكافح من أجل الشعور بالثقة حيال حياتك كلِّها، يمكن أن تساعدك معززات الثقة هذه..
1.ابتسم دوماً:
حتّى لو كنتَ تشعر بالتوتر أو القلق، فإنَّ فعل الابتسام يمكن أن يجعلك تشعر براحةٍ أكبر ويخفف عنك ويحسّن من مزاجك. يُعتبر أيضاً الابتسام حافزاً ومشجعاً للآخرين لكي يتفاعلوا معك. مثلاً في حال كان لديك عرض تقديمي أمام جمهورٍ ما، فإنَّ الابتسام يجعل جمهورك يدرك أنَّك شخصٌ واثقٌ من نفسه، وبالتالي يثقُ فيما تقوله، وحتّى لو كانت الابتسامة مزيفة، فوفقاً لدراسة العلوم النفسية “ابتسم وتحملّها Grin and Bear It” للمزيد هنا
https://journals.sagepub.com/doi/abs/10.1177/0956797612445312
لعام 2012، وضع الباحثون عيدان تناول الطعام في أفواه الأشخاص لإعطاء ابتسامة (حقيقية) أو ابتسامة (مزيفة)، أو تعبير محايد، فكان الأشخاص في مجموعتي الابتسامة لديهم معدلات ضربات قلب أقل وكانوا أقل توتراً من الأشخاص الذين في مجموعة التعبير المحايد.
لذلك حتى لو لم تكن تشعر بذلك فـ “ابتسم وتحملّها”، ستشعرك بالتحسُّن بكل تأكيد.
2.واجه مخاوفك بشجاعة:
كثير من الأشخاص يهربون من الأمور لأنَّهم يفتقدون الجرأة.
توقّف عن التأجيل والهروب من كلِّ ما يخيفك. أو القول أنَّي سأفعل ذلك الأمر حتى أشعر بالمزيد من الثقة. إنَّ أفضل طريقة لبناء الثقة بالنفس وتطويرها هي مواجهة كل مخاوفك والانتصار عليها، عندها ستجد نفسك شخصاً آخر.
بناء الثقة بالنفس لا يحدث بسرعة أو بشكلٍ مفاجئ، بل إنَّه أمرٌ يحتاج إلى الوقت والجهد، وكذلك التدرب الدائم والمستمر.
عليك بالتدرب على مواجهة بعض مخاوفك التي تنبع من قلة الثقة بالنفس. فمثلاً إذا كنت تخشى أن تحرج نفسك، أو تعتقد أنك ستفشل في أمرٍ ما، جرّب ذلك الأمر على أي حال وستجدُ أنَّ الشعور بالقلق قليلاً أو ارتكاب الأخطاء ليس بذلك السوء الذي كنت تعتقده.
إقرأ أيضاً: أشهر 10 عادات مؤذية للذات مع أفضل الخطوات للتخلص منها
إلى جانب ذلك، فإنَّ القليل من الشك الذاتي يمكن أن يساعد في تحسين الأداء. أخبر نفسك أنها مجرد تجربة وانظر ماذا سيحدث، لن تكون نهاية العالم إن فشلت، والشيء المؤكَّد أنَّهُ في كل مرةٍ تمضي قدماً، تكتسب ثقةً أكبر بنفسك في النهاية.
3.قم باتخاذ “وضعية القوة”:
في حديثها لمنصة “تيد”TED”قالت “إيمي كودي”، “لغة جسدك تُشكِّلُ من أنت” وهو أمرٌ لا بدَّ منه لكلِّ الناس. كما أكَّدت عالمة النفس الاجتماعي والأستاذة في كلية هارفارد للأعمال، أنَّ لغة جسدك يمكن أن تخترق عقلك حرفياً، وأن تغير نظرتك إلى نفسك.
وفيما يلي خمسة وضعيات يمكن أن تساعدك في زيادة ثقتك بنفسك:
جرّب قائمة التمارين أدناه، والتي يمكنك استخدامها “لاختراق” النفس الخاصة بك ومنحها دفعةً قويةً من الثقة بالنفس عندما تحتاج إليها:
- استلقي على مقعدك وقدميك لأعلى على طاولة، ويداك مطويتان خلف رأسك.
- قف وانحن قليلاً، مع وضع كلتا يديك على سطح الطاولة.
- قف مع مباعدة رجليك ويدك على وركيك.
- استند إلى ظهرك في كرسيك مع وضع كاحلك على ركبتك الأخرى، ويداك مطويتان خلف رأسك.
- استند إلى ظهرك في كرسيك مع فصل رجليك، ثم ضع ذراعك على كرسي بجوارك.
4.اتخذ شخصاً يدعمك:
عندما تشعر بالإحباط أو باليأس، يمكن أن يساعدك الاعتماد على شخصٍ ما مقرّب منك -من الممكن أن يكون أحد أفراد عائلتك أو أحد أصدقائك- لكي يخرجك من حالة الإحباط التي تكون فيها ويعيد إليك ثقتك بنفسك. من الضروري أن تفرّق ما بين الناس المحيطين بك والناس الموجودين من أجلك.
سواءٌ أكان هذا الشخص صديقٌ أم زميل، اطلب من هذا الشخص أن يكون داعماً لك عندما تحتاج إلى دفعةٍ معنويةٍ، وأخبره أنَّك بحاجةٍ لدعمه دون خجلٍ أو تردد، وبالطبع كنْ أنت معهم الشخص الداعم عندما يحتاجونك.
فقد أكَّد الباحثون في علم النفس أنَّ الدعم الاجتماعي من المقرّبين يكون لهُ آثاراً إيجابيةً طويلة المدى، وأنَّ وجود الشخص الداعم يُعتبر أداةً فعّالةً لإدارة التوتر والشعور بمزيدٍ من الثقة بالنفس.
5.استبدل أفكارك السلبية بأخرى إيجابية:
لكلٍّ منا ناقدٌ داخليٌ يحاول الحط من الذات أو التقليل منها، والمطلوب ليس الانتصار المباشر على هذا الناقد، بل مواجهته بشجاعةٍ دون خوفٍ أو وجل، ومن ثمَّ استبدال الأفكار السلبية المُحبِطة بأفكارٍ إيجابيةٍ تجعلك تصرف الانتباه عن مخاوفك والتركيز على ما يجعلك شخصاً واثقاً بنفسه.
لمساعدة نفسك على الانخراط في التفكير الإيجابي، تحدّث إلى نفسك كما تفعل مع شخصك الداعم، يمكنك تقديم الكلمات المحفزة، والمشجعة وإبراز أكثر سماتك إيجابيةً.
6.توقّف عن مقارنة نفسك مع الآخرين:
هل تقارن مظهرك بالأشخاص الذين تتابعهم على منصات التواصل الاجتماعي؟ أو ربما تقارن راتبك مع راتب صديقك؟ هذا ما ناقشته نظرية المقارنة الاجتماعية من هنا
https://www.verywellmind.com/what-is-the-social-comparison-process-2795872
حيثُ تؤكّد النظرية أنَّ إجراء المقارنات أمرٌ طبيعيٌ، ولكن من الصعب جداً أن تساعد في تعزيز ثقتك بنفسك، بل وحتَّى من الممكن أن يكون لها تأثيراً معاكساً.
هناك صلةٌ وثيقةٌ بين الحسد والطريقة التي تشعر بها تجاه نفسك، وعلى وجه التحديد، لاحظ الباحثون أنَّه عندما يقارن الناس أنفسهم بالآخرين، فإنهم يشعرون بالحسد. وكلما زاد حسدهم، شعروا بالسوء تجاه أنفسهم، وانخفضت ثقتهم بأنفسهم بشكلٍ حادٍ.
إذاً كيف تبني الثقة بالنفس عندما تلاحظ أنك تجري مقارنات؟ أولاً، ذكَّر نفسك أن القيام بذلك ليس مفيداً أبداً، بل وضارٌ جداً. وأنَّ الحياة ليست منافسة أو سباق عليك الفوز به، وأنَّها تستطيع استيعاب نجاح الكل بما فيهم أنت.
إذا كنت تشعر بالحسد من حياة شخصٍ آخر، فمن المفيد أيضاً أن تُذكِّر نفسك بنقاط قوتك ونجاحاتك. أقترحُ عليك أن تحتفظ بمفكرة (للامتنان) لتذكر المجالات التي تنجح فيها في حياتك، يمكن أن يساعدك هذا في صرف النظر عن حياة الآخرين والتركيز على حياتك الخاصة.
7.اهتم بصحة جسدك:
يمكن أن يساعدك الحفاظ على صحة جسدك على الشعور بمزيد من الثقة بالنفس. فعندما تشعر بالراحة، غالباً ما ينعكس ذلك على مزاجك وسلوكياتك كما يمكن لبعض التمارين الرياضية أن تقلل من مشاعر التوتر والقلق.
وفيما يلي بعض الممارسات المرتبطة بالصحة الجسدية وبالتالي مستويات أعلى من الثقة بالنفس:
- النظام الغذائي: يأتي الأكل الصحي بالعديد من الفوائد، بما في ذلك مستويات أعلى من الثقة بالنفس واحترام الذات. فعندما تُزوِّد جسمك بأطعمة غنية بالعناصر المغذية، فإنّك تشعر بأنّك أكثر صحةً وقوةً ونشاطًاً، مما قد يؤدي إلى الشعور بتحسن تجاه نفسك.
- التمارين الرياضية: تظهر الدراسات باستمرار أنَّ التمارين البدنيةتعزز الثقة. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات الحديثة أنَّ النشاط البدني “المنتظم” يُحسّن صورة الجسد، وبالتالي الشعور بمزيد من الثقة.
- التأمل: أكثر من مجرد تمرين للاسترخاء، يمكن أن يساعد التأمل في تعزيز الثقة بالنفس بعدة طرق.
- يساعدك على التعرف على نفسك وقبولها.
- يعلمك التأمل أن تتوقف عن الحديث السلبي مع النفس وأن تنفصل عن الأحاديث العقلية غير المفيدة التي تتدخل في ثقتك بنفسك وتقلّلها.
- يساعدك على التحكم في أفكارك.
- النوم: قلَّة النوم يمكن أن تؤثر سلباً على مشاعرك وانفعالاتك. وعلى العكس من ذلك، تم ربط النوم الجيد بسمات الشخصية الإيجابية، بما في ذلك التفاؤل والثقة بالنفس واحترام الذات. إنَّ الاهتمام بنفسك جزءٌ مهمٌّ من الثقة بالنفس. تأكَّد من حصولك على ما تحتاجه لتشعر بالرضا عن نفسك.
8.استمع إلى بعض الموسيقى : من المعروف أنَّ الموسيقى يمكنُ أن تؤثر إيجاباً على إنتاجيتك وطاقتك. ولكن هل تعلم أنَّها تؤثر أيضاً على ثقتك بنفسك وترفع من شعور الاحترام للذات؟
قد تختلف الموسيقى التي تحفزّك حسب اهتماماتك. ومهما كان النوع الذي تختاره، تأكَّد من أنَّه يجعلك تشعر بالسعادة وبالهدوء لمواجهة المواقف المختلفة.
حسناً.. في المرّة القادمة التي تشعر فيها بقلة الثقة بالنفس، رتِّب قائمة تشغيل بالموسيقى المفضلة لديك وأخبرنا عن شعورك.
9.فكّر في إنجازاتك السابقة:
قم بإنشاء قائمة لبعض إنجازاتك التي تفتخر بها لتذكيرك بنجاحك على الدوام. يمكن أن تكون هذه الإنجازات شخصية أو مهنية. على سبيل المثال، قد تذكر أحداثاً مثل الفوز بميدالية في بطولةٍ ما أو تحقيق علامة جيدة في الدراسة. يمكنك أيضاً سرد نجاحات مهنية مثل زيادة إيراداتك في العمل. يمكنك استخدام هذه الطريقة لزيادة ثقتك بنفسك وكذلك لتحفيزّك على تحقيق المزيد من الإنجازات.
10.أنشِئ شعاراً لك:
أنشِئ شعاراً خاصاً بك وضعه على ملصقٍ ليكون بمثابة تذكير مرئي بقيمتك. ضع هذه الصورة في مكانٍ ستراه يومياً لتعطي لنفسك دفعة معنوية. من الممكن إضافة تطلعاتك أو أهدافك بجانب الشعار، لتذكيرك دوماً بما يجب أن تصبح عليه.
مقارنة بين شعور الثقة بالنفس والعكس:
عندما يكون هدفك هو أن تصبح أكثر ثقةً بنفسك، فإنَّه من المفيد فهم الخصائص المختلفة بين شخص لديه ثقة بالنفس وشخص غير واثقٍ بنفسه. فيما يلي بعض الاختلافات بين الشخصين:
الشخص الواثق بنفسه | الشخص غير الواثق بنفسه |
احتفل بنجاح الآخرين | الحسد والغيرة من الآخرين |
متفتح الذهن | ضيق الأفق |
التفكير بإيجابية وتفاؤل | التفكير بسلبية وتشاؤم |
على استعدادٍ لتحمُّل المخاطر | خائف |
دائم التعلم والنمو | يتصرّف مثل الشخص الذي يعرف كل شيء |
تحمّل المسؤولية | إلقاء اللوم على الآخرين أو على الظروف |
الاعتراف بالأخطاء | اختلاق الأعذار |
حازم وله القدرة على حسم الأمور | غير حازم وليس له قدرة على حسم الأمور |
وخلاصة الموضوع، يمكن أن يكون لتحسين ثقتك بنفسك مجموعة من الآثار الإيجابية على حياتك كلها. بالإضافة لتحسين شعورك تجاه نفسك وقدراتك، وجعل علاقاتك بالآخرين أفضل، وتحويلك لشخصٍ يتمتع بالمرونة في مواجهة أصعب مواقف التوتر والقلق.
بقلم سليمان شلهوم
المصادر :