Uncategorized

كيف أتعامل مع الطفل العنيد

الطفل العنيد

كيف أتعامل مع طفلي العنيد

تعتقد أغلب الأمهات أن العناد عند الطفل غريزة، أو طبع لا يمكن تغييره، وتقف الأم عاجزة عن التعامل مع هذه الظاهرة الموجودة لدى معظم الأطفال، فكيف إذاً أتعامل مع الطفل العنيد بطريقة صحيحة؟

العناد عند الأطفال

يعتبر العناد مرحلة عمرية يمر بها الطفل من سن الثانية حتى سن السابعة، وهي المرحلة التي يعبّر بها الطفل عن وجوده وحقه في الاختيار، ويعتبر المتخصصون أن سلوك العناد هو خاصية طبيعية من خصائص النمو، وهو سلوك إيجابي يدل على التطور الصحيح لشخصية الطفل.

صفات الطفل العنيد

ما هي أبرز صفات الطفل العنيد؟

  1. العصبية.
  2. الرفض الدائم لجميع توجيهات والديه.
  3. العنف وقد يصل للضرب أحياناً.
  4. تكرار كلمة لا.
  5. الصراخ ورمي الأشياء من حوله والبكاء المتواصل والإضراب عن أي نشاط حتى يتم تنفيذ ما يطلبه.

لكن بالمقابل هناك العديد من الصفات الإيجابية التي يمتلكها الطفل العنيد منها:

  1. الإبداع والتفكير خارج الصندوق: أثبتت الدراسات أن الطفل العنيد يمتلك حساً إبداعياً في التفكير، ويتعامل مع الأشياء بحماس ويوجه تركيزه إلى الأشياء التي يحبها بطريقة تجعله يبدع في تحقيق ما يريد.
  1. قوة الإرادة: يمتلك الطفل العنيد إرادة قوية وثبات على متطلباته تجعله يتمتع بالمثابرة والإصرار, وهذا ينعكس مستقبلاً على سلوكه في تذليل العقبات أمامه وتحقيق ما يحلم به.
  1. حس القيادة: وفق دراسة أجرتها مجلة علم النفس الأمريكية أن الطفل العنيد غالباً ينجح في الأماكن القيادية والإدارية والمهمات الصعبة، وله فرصة كبيرة في أن يصبح قائداً ناجحاً.

 نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

إليك بعض النصائح العملية لوضعها في الاعتبار عند التعامل مع الطفل العنيد

  • الابتعاد عن كلمة (لا): صحيح أن الطفل العنيد يكرر كلمة (لا) لكنه لا يحب سماعها، وتزيد عناده وتوتره، لذلك حاولي أن تتجنبي الرفض القاطع لطلباته، ومحاولة إشغاله بأمور أخرى.
  • الهدوء والحزم في التعامل: يتطلب التعامل مع الطفل العنيد الهدوء وعدم مواجهة الصراخ بالصراخ، ومحاورة الطفل بطريقة هادئة وحازمة وعدم الاستجابة لضغوطاته، لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم المشكلة، والحزم في هذه الحالات يؤدي إلى إدراك الطفل أن المربي جاد فيما يطلب منه وعليه التراجع عن عناده.
  • عدم التعامل مع عناد الطفل على أنه حالة مرضية: علينا التذكر دائماً أن العناد مرحلة عمرية يمر بها جميع الأطفال، وهي ضرورية للطفل لبناء شخصيته واستقلاله، كما أن عناد الطفل أحياناً قد يفيده في حياته العملية، في إصراره على حل المشكلات التي تواجهه، وإصراره على تحقيق أهدافه.
  • إعطاء الطفل مهمات صغيرة: قد يكون عناد الطفل أحياناً بسبب عجزه عن أداء المهمة المطلوبة منه، لذلك يجب إعطاء الطفل مهمات صغيرة أو تقسيم المهمات بحسب عمر الطفل وقدرته.
  • اتباع أسلوب حياة صحي للطفل: يحتاج الطفل إلى ١٢ ساعة نوم يومياً، وعندما لا يحصل على النوم الكافي يلجأ إلى العناد والتوتر والتصرفات الخاطئة، فاحرصي دوماً على مواعيد نوم طفلك لضمان صحته العقلية والنفسية.
  • خلق مساحة للطفل: يحتاج الطفل مساحة للتعبير عن حزنه ورفضه، أو غضبه من الأشخاص أو المواقف، وهنا يجب علينا إعطاؤه المساحة الكافية للتعبير عن مشاعره بحرية كاملة واحترام هذه المشاعر، ونلجأ إلى الحوار بعد أن يهدأ قليلاً.
  • تشجيع الطفل ومدح سلوكه الجيد: لعلاج حالة العناد عند الأطفال علينا تعزيز السلوك الجيد والتركيز عليه، ومدح الطفل والثناء عليه عند القيام بأشياء صحيحة. فإن ذلك يعزز صحته النفسية ويساعده على الشعور بالأمان والاتزان، وعدم تذكيره بتصرفاته الخاطئة.
  • اتباع أسلوب التخيير: يكره الطفل توجيه الأوامر له وخاصة طريقة تلقيه للأوامر وقد يرفض تنفيذها ويلجأ إلى العناد للتعبير عن رفضه، لذلك يلجأ المربي إلى اتباع أسلوب التخيير، مثلاً عند موعد نوم الطفل تستطيعين تخييره بين ارتداء ملابس النوم أولاً أو تنظيف الأسنان، وبذلك سيشعر أن لديه القدرة على اتخاذ القرار.

 أسباب العناد عند الأطفال

  • رغبة الطفل بإثبات شخصيته: حين يبدأ الطفل بالانفصال عن أمه وشعوره بوجوده وقدرته على التحرك والقيام ببعض الأشياء، يبدأ بسلوك الرفض والعناد وهو سلوك طبيعي في هذه المرحلة.
  • عدم اتباع أسلوب تربية واضح من قِبَل الوالدين: من الممكن أن تكون القسوة المفرطة والضغط على الطفل لتنفيذ المهام دافعاً قوياً لرفض الطفل هذا الأسلوب في التعامل، وأيضاً التساهل الشديد وتلبية جميع رغبات الطفل يؤدي إلى عناده حين لا يحصل على ما يرغب به, وسيلجأ إلى البكاء والصراخ حتى ينفذ والديه ما يريد، وهذا يؤدي إلى تعزيز سلوك العناد لدى الطفل.
  • رد فعل على صدمات قوية في حياة الطفل: قد يواجه الطفل صدمات نفسية أكبر من قدرة تحمله، كفقد أحد والديه، أو قسوة والديه وتعرضه للضرب، فيلجأ إلى العناد كرد فعل معاكس للتعبير عن رفضه لهذا الواقع المؤلم.
  • المعاملة القاسية من الأهل والأوامر الكثيرة: التدخل الشديد في كل حركات الطفل وكلماته، اللهجة القاسية والأوامر الكثيرة الصعبة، تقييد حركته ولعبه، كل هذا يؤدي إلى عناد الطفل ورفضه لهذه الطريقة في التعامل.
  • الحسد والمنافسة: عند تفضيل الوالدين أحد الأبناء يلجأ الابن إلى العناد كوسيلة رفض وانتقام، أو عند قدوم مولود جديد، واهتمام الوالدين به دون مراعاة الطفل الآخر، يلجأ حينها إلى العناد للتعبير عن حزنه وغيرته.

طريقة عقاب الطفل العنيد

من المهم عند اللجوء إلى عقاب الطفل أن نتذكر أن الغاية من العقاب هي تعديل سلوك الطفل وتوجيهه، وليست الغاية من العقاب الانتقام من الطفل وإيذائه. وقبل اللجوء إلى العقاب علينا اتباع النصح والإرشاد قدر الإمكان، وعدم معاقبة الأطفال على كل تصرف، واحترام نوبات غضبه وحزنه.

فالعقاب يكون على السلوكيات المضرّة والمتكررة، ويفضل أن يكون العقاب من جنس العمل، مثلاً، حين يرسم الطفل على جدران المنزل فالعقاب يكون بتنظيف الطفل للجدران بنفسه.

ويممكن أيضاً حرمانه من أشياء يحبها، مثل تقليل وقت مشاهدة التلفاز، أو وقت اللعب، ومن المهم ربط العقوبة بالسلوك حتى يدرك الطفل أخطائه ويعلم ماهي عاقبة هذه الأخطاء.

ومن المهم جداً الابتعاد عن ضرب الطفل حتى لو كان الضرب غير مؤذ، لما له من آثار نفسية واجتماعية على نفسية الطفل وتؤدي إلى تدمير شخصيته، وهي طريقة لا تعالج عناد الطفل بل تؤدي إلى تمسك الطفل بعناده وزيادة عصبيته.

طريقة توجيه الطفل العنيد

  • الطريقة الصحيحة لتوجيه الطفل العنيد تحتاج إلى الصبر وضبط النفس وعدم الغضب، وأن نتذكر دائماً أنها مرحلة عمرية وستمر.
  • توجيه الطفل نحو السلوك الصحيح وخاصة الطفل العنيد يحتاج إلى تفهمنا له ولاحتياجاته وأسباب رفضه لأوامر الوالدين، ومحاولة إقناعه بالحوار والتفهم.
  • لتوجيه الطفل بطريقة صحيحة علينا اتباع أسلوب التخيير وإعطاء الطفل فرصته لاتخاذ قرارته، فيمكن تخييره في ارتداء ملابسه، في اختيار قصة ما قبل النوم، والكثير من الأمور المتعلقة به، وتشتيت انتباهه في حال إصراره على سلوك خاطئ، وذلك بتوجيهه نحو سلوك آخر يحبه مثل مشاهدة البرامج التي يحبها.
  • من المهم وضع قوانين في المنزل، مما يساعد على تعود الطفل على نظام معين في المنزل وعدم مخالفته.

طريقة التفاوض مع الطفل العنيد

علينا امتلاك مهارات التفاوض وتجنب الدخول في الجدال مع الطفل العنيد، لأن الطفل لديه قدرة كبيرة على الجدال، وعلينا تذكر أن هدفنا من التفاوض مع الطفل العنيد هو السيطرة على عناده وتوجيهه بطريقة صحيحة. فعلى المربي حين يتفاوض مع الطفل أن يلجأ إلى أسلوب الحوار والتخيير والإقناع، والابتعاد عن التحدي والإجبار، وأن يمتلك الصبر والمحاورة بالإقناع.

مثال: يجب أن يذهب الطفل للنوم في الساعة الثامنة، وهو يرفض الخضوع للأمر.. هنا تقول الام تنظف أسنانك ثم ترتدي لباس النوم أم تلبس المبابس وبعدها تنظف أسنانك؟.. هنا سيكون عند الطفل خيار ليتحرك بين ثناياه، ويولد لديه الشعور بالسيطرة لكي يختار بحرية. وستكون الأم قد نفذت أمر النوم بالتوقيت المناسب بدون الدخول في الحوار والعناد على التوقيت.. فأمر النوم المنظّم هو من خيار الأم، وللطفل مساحة باتخاذ القرار في أحد الخيارين (ارتداء الملابس وتنظيف الأسنان).

الحزم في التعامل في الطفل العنيد

أكثر ما يربك الطفل ويؤثر في السلوك هو التذبذب في المعاملة، والقسوة المبالغ فيها أحياناً، ثم اللين المفرط في التعامل… هذا الأسلوب الخاطئ سيؤدي إلى تمسك الطفل برغباته لأن والديه رضخا له سابقاً، فسيتبع أسلوب البكاء والصراخ حتى يحصل على ما يريد، فأهم ما علينا اتباعه عند التعامل مع الطفل العنيد هو الحزم في التعامل واتباع أسلوب واضح ومحدد من الوالدين. وتمسك الوالدين بمنهج واضح في التربية.

جمعنا لكم في هذا المقال عدة أفكار عملية في التعامل مع الطفل العنيد والطرق السليمة لمعالجة عناده والتعامل معه وتوجيهه نحو السلوكيات الصحيحة. وعلى المربي أن يتذكر دائماً أن الطفل أمانة في أعناقنا، وأن تفهم رغباته النفسية ومراعاتها مهم جداً، مثل تلبية حاجاته الجسدية والصحية، وأن تربية طفل سوي نفسياً وجسدياً يتطلب وعياً من المربي، وبحثاً دائماً عن الطرق الصحيحة والسليمة في تربية الطفل.

بقلم ملاذ العمر

المراجع

كيف أتعامل مع الطف العنيد

7 نصائح تساعدك على مواجهة عناد طفلك

زر الذهاب إلى الأعلى