تنمية الذات

أساليب تطوير الذات

جدول المحتويات:

Add a header to begin generating the table of contents

يسعى الإنسان منذ القديم إلى تحقيق النجاح والتفوق في كلِّ مجالات الحياة، ومع تطور الحياة بشكلٍ كبيرٍ، وازديادها صعوبة وتعقيداً، أصبح العالم متطلباً أكثر، وتضاعفت المشاكل والتحديات التي تواجه الإنسان لكي يحقق أهدافه، فكان لا بد من مواكبة هذا التطور والتغير المتسارع، وأحد أهم المفاهيم التي تساعدُ في ذلك هو مفهوم إيجاد أساليب تطوير الذات، وفي مقالنا هذا سنشرح أهمية تطوير الذات، وأهم الأساليب العصرية المُتبعة فيها.

تكمنُ أهمية تطوير الذات في أنَّها العامل الأساسي في تطور المجتمع البشري، فعندما يطور الفرد من نفسه، فإنَّ هذا التطور سينعكس تلقائياً على المحيطين به، ومن ثم سينعكس على المجتمع كلَّه، وبهذا سيصل المجتمع إلى مصافّ الأمم المتقدمة.

إنَّ أساليب تطوير الذات والنفس مبنيةً بشكلٍ أساسيٍ على التعلّم الدائم والمعرفة المستمرة، ولكن هذا لا يعني أنّها حكراً فقط على العلماء والفلاسفة، بل من الممكن لأي شخص أن يطور من ذاته ويحقق أهدافه ويصل إلى قمة النجاح، ولكن كيف نطور من ذاتنا؟ وما هي الأساليب والطرق المُتّبعة لتطوير الذات؟ هذا ماسنناقشه في السطور القادمة لهذا المقال، هيا بنا لنبدأ الآن…

إقرأ أيضاً: افضل 5 روايات و5 افلام لتطوير الذات من هنا

بالتأكيد يوجد الكثير من أساليب تطوير الذات، ونحن سنذكر 10 أساليب نرى أنها الأكثر أهمية:

1) اتخذ قرار البدء بنفسك والآن

يجب أن تمتلك الإرادة للبدء في تطوير ذاتك، كما يقول الكاتب المعروف ستيفن كوفي في قاعدته الشهيرة (90/10) والتي تعني باختصار أننا نتحكم في 90% من ما يحدث لنا وما لا نتسطيع التحكم به من الأحداث يبلغ فقط 10%، إذاً اتخاذ قرار البدء يكمن من داخلنا ولا يمليه علينا أحدٌ من الخارج. حسناً إذاً دعنا نلغي فكرة التأخير من حياتنا ونقوم بالفعل المطلوب، انتهي من قراءة المقال وابدأ في اتخاذ قرارك من الآن.

إقرأ أيضاً عن تطوير الذات في العمل بالنقر هنا

2) اعرف نفسك

  • في البداية وقبل أي خطوة فعلية في تطوير الذات يجب عليك أن تقوم بدراسة شخصية لذاتك، وتحديد ما هي إمكانياتك ومهاراتك، وما يمكنك فعله وما لا يمكنك فعله، ومن ثمَّ اعمل دراسة لنفسك لتحديد نقاط الضعف ونقاط القوة لديك، وكما تحدثنا في مقالاتٍ سابقة عليك التغلب على نقاط الضعف وصقل نقاط القوة وتطويرها.دوماً اختر الطريق الذي يناسبك للنجاح، فمثلاً عند اختيارك لتخصصك الجامعي أو للعمل الذي تريد أن تشتغله عليك باستشارة من تريد ومن ثمَّ أن تقرر أنت ما المجال الذي تحبه وتريد العمل به أو دراسته, لأنَّك في هذا المجال ستبدع وتنجح بكل تأكيد.يوجد العديد من الطرق لتحليل نقاط الضعف والقوة لديك، ومنها تحليل السوات الرباعي (SWOT).لقراءة تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات انقر هنا

3) ضع هدفاً وطموحاً لك

كما يُقال في علم الإدارة أنَّ الأهداف هي المحرك الأساسي للناس فإنَّ أول خطوة فعلية تقوم بها في تطوير ذاتك هي تحديد الهدف الذي تصبو إليه، وبالتأكيد يجب أن يكون الهدف “ذكياً” أي منطبق على قاعدة (سمارت SMART) الشهيرة والتي سنشرحها في السطور التالية:

Specific مُحدد: والتي تعني أن الهدف يجب أن يكون معروفاً بسيطاً واضحاً ولا غموض فيه، ومن الممكن طرح أدوات السؤال الست (مَن، ماذا، متى، أين، لماذا، كيف) على نفسك لتحديد هدف واضح.

Measurable قابل للقياس: يجب أن يكون الهدف يحتوي على مؤشرات ومعايير لمعرفة هل أُنجِز الهدف أم لا.

Achievable قابل للتحقيق: يجب أن يكون الهدف واقعياً وليس من الخيال أو من المستحيل تحقيقه، وبنفس الوقت يجب أن يبعث في نفسك التحدي والإثارة فإنَّ الأهداف السهلة جداً أو الصعبة جداً تثبّط العزيمة.

Relevant ملائم: أي أن يكون هادفاً وذو مغزى ومرتبط مع الطموح الكبير.

Time bound مرتبط بوقت: أي يجب أن يكون الهدف مجدول زمنياً بوقتٍ حقيقيٍ بحيثُ يكون بالإمكان تحقيق خطوة صغيرة بكل فترة زمنية تحددها لنفسك للوصول إلى الهدف الكبير.

المثال التالي لفهم قاعدة “سمارت” بشكل أكبر:

أريد زيادة عدد الزوار لموقعي الإلكتروني بمقدار 1000 زائر خلال هذا الشهر.

نلاحظُ أنَّ الرقم والهدف محدد (واضح وسهل الفهم) وقابل للقياس (الزيادة بمقدار1000) وقابل للتحقيق (1000 زائر ليس رقماً خيالياً) وملائم كهدف (زيادة عدد زوار الموقع الإلكتروني) وكذلك مرتبط بوقت (هذا الشهر).

ونذكر قول الكاتب الأمريكي الشهير روبرت شولر “ليست الأهداف ضرورية لتحفيزنا فحسب، بل هي أساسية لبقائنا على قيد الحياة”.

4) الثقة بالنفس

إنَّ الثقة بالنفس هي الأداة السحرية في تطوير الذات، حيثُ لا نجد شخصاً ناجحاً إلّا ويكون واثقاً من نفسه، فإنَّ الثقة بالنفس تمدٌّ الشخص بالقوة والحيوية والإرادة، وتحفزه لتحقيق الأهداف والوصول إلى النجاح.

تُعدُّ الثقة بالنفس صفة مكتسبة وليست صفة فطرية تقتصر على أشخاصٍ محددين فقط، بل يمكن لأي شخص اكتساب هذه الصفة ويصبح واثقاً من نفسه.

ويسعفني قول الفيلسوف الشهير أرسطو: “يجب أن تثق بنفسك… وإذا لم تثق بنفسك، فمن ذا الذي سيثق بك؟”

وكما يقول الكاتب الشهير روبن شارما “لا أحد سيؤمن بك حتى تؤمن بنفسك”، فعندما تثق بنفسك وبمهاراتك سيثق بك الآخرون تلقائياً، وستحقق أفضل نسخة من ذاتك وستستطيع أن تواجه أي مشكلةٍ تصادفك وتحلّها بسلاسةٍ وسهولةٍ دون أي تردد أو خوف.

في الحقيقة يوجد فرقٌ كبيرٌ بين الثقة بالنفس والغرور، ولفهم مدى الفرق بينهما يمكنك قراءة مقالتنا “رابط

5) صاحب الناجحين فقط! واتخذ قدوة

كما هو معروف في ثقافة الإدارة أنَّ مرافقة الناجحين تورث النجاح ومرافقة الفاشلين تورث الفشل، إذاً يجب علينا معرفة من هم أصدقائنا الذين يجب أن نرافقهم، لأن كل علاقة صداقة من الممكن أن ترفعنا وتطورنا، أو أن وتحطّ بنا.

تُعتبر مرافقة الأشخاص الناجحين في حياتهم أحد أفضل أساليب تطوير الذات لما فيها من فوائد، حيثُ أن محادثة الناجحين فقط تُعتبر دروساً لك، فما بالك بمرافقتهم؟!

وكذلك يجب عليك اتخاذ قدوة، لأنَّ اتخاذ القدوة له فوئد جمة نذكر منها ما يلي:

  • إنَّ القدوة الحسنة تعطيك قناعة تامّة بأنَّك تستطيع أن تحقق أهدافك مهما كانت صعبة، لأنهم سبقوك إليها وبلغوا مكانة متقدمة في مجالهم.
  • القدوة الحسنة تعطيك الدافع والحافز لتحقيق مثل ما حققوه، وكذلك تولّد التنافس الفعّال والمحمود بين الأفراد بحيث ينعكس تطورهم على بعضهم البعض.

عندما تقارن نفسك مع قدوتك تستطيع معرفة ما هي عيوبك، وكذلك معرفة ما هي طرق التخلص من هذه العيوب.

6) ابتعد عن السلبية وفكّر بإيجابية

تجنب الأشخاص السلبيين وابتعد عنهم قدر الإمكان ولا تكن فريسةً لهم، لأنّهم بكل تأكيد سيجرّوك إلى التشاؤم والعجز فتفقد الرغبة والعزيمة للقيام بما تعتزم فعله.

وبكل تأكيد افعل عكس ذلك مع الأشخاص الإيجابيين، اخلق دائرتك الخاصة وأحِط نفسك بالإيجابيين دوماً، حيث يجب عليك تبني الإيجابية، حتى تصبح إنساناً ذو تفكير وسلوك إيجابيين مع ذاتك، وهذا تلقائياً سينعكس على المحيطين بك وستصبح إيجابياً مع الآخرين أيضاً.

علِّم نفسك عادة النظر إلى كل الأمور بشكلٍ إيجابيٍ ومتوازن دون المبالغة في ذلك.

والجدير بالذكر أنَّه يجب التمييز بين الأشخاص المقربين منك والذين يحبون أن يشكوا لك همومهم ومشاكلهم بقصد التخفيف عن أنفسهم، وبين الأشخاص السلبين والمحبطين الذين يعقّدون كل الأمور ويجعلون منها أموراً صعبة التحقيق مهما كانت سهلة المنال.

7) تنظيم وإدارة الوقت

“الأمس لا تستطيع إرجاعه” وكذلك “الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”.

تكمن أهمية الوقت في أنّه الأمر الوحيد الذي لا تستطيع استرجاعه فمثلاً، إذا خسرت النقود اليوم يمكنك استرجاعها غداً، أما إذا خسرت الوقت اليوم فلا يمكنك استرجاعه في الغد.

اطّلع على أحد تقنيات إدارة الوقت “تقنيّة بورومودو”

ولإدارة الوقت وتنظيمه أهمية كبيرة في حياة الأفراد حيثُ يساعد تتظيم الوقت على تحقيق التوازن بين العمل والحياة، تقليل التوتر وزيادة التركيز وبالتالي توفير الطاقة للقيام بأمورٍ أخرى، وكذلك يساعد على تحقيق أعلى مستوى من الإنتاجية، ويجعلك تشعر بأنَّك تملك المزيد من الوقت لأنَّه يقلل كثيراً من الوقت الضائع.

يمكنك الاستفادة في هذه النقطة بقراءة مقال مصفوفة آيزنهاور.. انقر هنا

8) التعلُّم الذاتي والمستمر

لا ينبغي على الإنسان أن يقف عند حدٍّ معين من التعلّم، بل يجب عليه دوماً أن يكتشف الأشياء والعلوم الجديدة بسبب التطور الكبير والمتسارع، وهذا بكلِّ تأكيدٍ سيساعد كثيراً في تطوير الذات، ويوجد عدة طرق للتعليم الذاتي، منها قراءة الكتب والرسائل العلمية، حيث تُعتبر الكتب أحد أبرز المصادر التي تحتوي على المعلومات المفيدة في كل مجالات الحياة ، وكذلك حضور الدورات التدريبية أو مشاهدتها على الانترنت، وغيرها من الطرق المُتبعة في التعلم الذاتي.

ولا تنسِ أنّه يجب عليك القراءة الدائمة والمستمرة ولو كمية قليلة في اليوم ولكن المهم أن تحافظ على عادة القراءة بشكلٍ شبه يوميٍّ.

يجب أن يتَّسم تعليمك الذاتي لنفسك بالاستمرارية، حيثُ إن مهاراتك القديمة والجديدة يجب أن يتم صقلها وتحسينها باستمرار لكي لا تذبل أو تضعف، وذلك عن طريق المداومة على التدرب على هذه المهارات والالتزام بها.

يمكنك الاطلاع على أفضل 7 ألعاب لتمرين العقل وزيادة الذكاء لجميع الأعمار، من هنا.

9) الإرادة الصلبة والدائمة

يقول نابليون بونابرت “لا توجد كلمة مستحيل إلّا في قاموس الضعفاء”.

وكذلك يقول الكاتب والمؤلف الأمريكي الشهير ديل كارنيجي “تتحقق الكثير من الأشياء المهمة في هذا العالم لأولئك الذين أصرّوا على المحاولة على الرغم من عدم وجود أمل”

من أقوال المفكرين والعلماء نلاحظُ مدى أهمية الإرادة في تحقيق النجاح والوصول إلى الأهداف، وبالنظر إلى جميع الناجحين حالياً أو قديماً، لن تجد أي أحد منهم استطاع تحقيق نجاحه دون أن يكون لديه الإرادة الصلبة التي من المستحيل أن تتحطم مهما حصل، وخيرُ مثالٍ على ذلك هو توماس أديسون عند اختراعه للمصباح.

10) أنجز الأمور بنفسك

تُعدُّ عادة “الاتكالية” (وهي الاعتماد على الغير في إنجاز أمورك الخاصة) مغروزة بشكلٍ كبيرٍ في الإنسان منذ الصغر، وهو من يقوي هذه العادة أو يضعفها مع مرور الزمن، وكل من يرغب في تطوير ذاته وتحقيق أهدافه يجب عليه الابتعاد كل البُعد عن عادة “الاتكالية” وأن ينجز أموره الخاصة بنفسه دون الاعتماد على الآخرين.

وكما يقول أحد الأمثال الصينية “ما أسمعه أنساه، وما أراه أتذكره، وما أعمله بيدي أتعلَّمه”  وهذا يدلّنا على أننا يجب أن نقوم بالأمور بأنفسنا وبيدنا لكي نتعلم بشكلٍ كاملٍ.

وفي ختام مقال “أساليب تطوير الذات” نتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم، وأن تكون المعلومات التي قدمناها لكم مفيدة، ووجب علينا في النهاية أن ننوه لأمرٍ هام وهو أنّ أساليب تطوير الذات كثيرة ونحنُ في مقالنا هذا ذكرنا فقط أهم عشرة أساليب في تطوير الذات.

المصادر

أفضل أساليب تطوير الذات

7 اساليب تطوير الذات وبناء الشخصية فعالة جدا في عام 2021

زر الذهاب إلى الأعلى