
جدول المحتويات:
كلمات أغنية سألوني الناس عنك يا حبيبي لفيروز
سألوني الناس عنك يا حبيبي كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا بيعز عليِّ غني يا حبيبي ولأول مرّة، ما منكون ســـوا سألوني الناس عنك سألوني قلتلهن راجع أوعى تلوموني غمضت عيوني خوفي لا الناس يشــــــــوفوك مخبا بعيوني وهب الهوا، وبكاني الهوى لأول مرة مـــا منكون ســوا طل من الليل قلّي ضوّيلي لاقاني الليل وطفا قناديلي ولا تســـأليني كيف استهديت كـــان قلبي لــعندك دلـيـلي واللي اكتوى، بالشوق اكتوى لأول مرة مــــــا منكون سوا |
كلمات: منصور الرحباني
ألحان: زياد الرحباني
غناء: السيدة فيروز
تروي الأغنية قصة حقيقية حدثت بالفعل مع السيدة فيروز وهي تلخّص قيم الوفاء والحب والإخلاص بين الزوجة وزوجها، تلك العلاقة المقدّسة التي هي سر من أسرار الحياة الخالدة، ولقدسية هذه العلاقة ومدى عمقها وتجذرها في الجنان وفي حنايا الروح، يمكن وصفها بأنها هبة الحياة والخصب الإلهي، تعد براعمها بالزهور والغلال والثمار الناضجة إذا بنيت على أساس الحب النقي الطاهر، لا على مصالح مادية او شخصية.
فيروز ومرض عاصي الرحباني
القصة تبدأ حيث كانت السيدة فيروز تقوم بعمل بروفات لمسرحية المحطة، وكان زوجها عاصي الرحباني حاضراً في كل البروفات يتابعها عن كثب، ولا يترك شاردة أو ورادة إلا ليضع لمساته الفنية والموسيقية عليها، وهي تعودت على اهتمامه بمشاركة أخوه منصور الرحباني.
حتى جاء ذلك اليوم الذي حضرت فيه فيروز إلى المسرح ولم تجد زوجها، وكان هذا الأمر غريباً بالنسبة لها، فهو لم يتخلف أبداً عن موعده يوماً وخاصة في التحضير للمسرحيةُ واضعا النجاح نصب عينيه.
أحست فيروز بشيء غريب يتملكها، وخفق قلبها سريعاً، إنه إحساس المحب الذي يستشعر الخطر قبل وقوعه، وهنا جاء الخبر كالصاعقة التي حاولت اقتلاعها من هدوئها واتزانها، بعدما علمت دخول عاصي المستشفى متأثرا بعارض صحي مباغت، نزيف دماغي مفاجئ جعله يدخل المستشفى لتلقي الرعاية الصحية والاهتمام الطبي اللازمين، وكانت أول مرة تغني فيها فيروز دون أن يكون زوجها معها، فأحست بغصة حزن كبيرة في غمرة مشاعر القلق والخوف والخزن على صحة عاصي، وسؤال الناس عنه وعن صحته وسبب غيابه.
منصور الرحباني وأغنية سألوني الناس
كتب منصور الرحباني كلمات الأغنية سألوني الناس عنك يا حبيبي، وكانت كلماتها مؤثرة حقاً. استطاع زياد الرحباني وهو في عمره الصغير البالغ 17 عاماً أن يلحن كلماتها، فخرجت للنور بهذا السحر والألق، وتركت بصمتها الموسيقية بصوت السيدة فيروز، وغنتها في نفس المسرحية.
عاصي الرحباني وأغنية سألوني الناس
تقول القصة أن عاصي الرحباني بعد تماثله للشفاء عاد الى المسرح وسط فرحة الأهل والمحبين وأسرته به، ولكنه حذف الأغنية من العرض المسرحي حينها، معللاً ذلك حسب رأيه وما نُقل عنه، أنه لا يريد أن تكون الأغنية متاجرة بمرضه، وفعلاً تم له ذلك.
عاصي الرحباني أحب الأغنية لأنها تخاطبه، وتشعره بمحبة الناس من حوله، ومحبة أسرته وأهله، واحتياجهم له وتعلقهم فيه، وخاصة زوجته، فقد ترك غيابه أثناء فترة مرضه فراغاً كبيراً لا يستطيع أحد أن يملأه، ورفضه لأن تكون الأغنية ضمن العرض المسرحي هو نوع من تحييد حياته الخاصة عن حياته المهنية والفنية، وحتى يتجنب اتهام الآخرين له بإقحام مرضه وآلامه بموسيقاه وفنه.
غنت فيروز الأغنية بعد ذلك على المسرح وتألقت بأدائها، ولاقت استحسان الجمهور، فأخذوا يرددونها دون أن يدركوا قصتها أو تفاصيلها، غنتها بعد أن غادر عاصي الحياة الى حياة أبدية مودعا آلامه وأوجاعه.
وقفت فيروز كعادتها واثقة بنفسها وغنت الأغنية بكل اتزان واقتدار لفتت أنظار الجمهور إليها، ولكن كانت المفاجأة عندما وصلت الى المقطع الموسيقي (لأول مرة ما منكون سوا) هنا فيروز فقدت سيطرتها على حزنها، فانهمرت دموعها، ولم تستطع إكمال الغناء على المسرح حينها، ويبدو أن السيدة فيروز قد تذكرت قصة الأغنية وتذكرت زوجها في لحظة سلبتها اتزانها وصبرها على فراقه.
الأغنية بكلماتها العفوية البسيطة من السهل الممتنع، تعبر عن حالة إنسانية صادقة ومؤثرة، تركت بصماتها في روحها وعقلها، وهذا دليل أن أغانينا هي تعبير حقيقي عن حياتنا ومشاعرنا وعواطفنا الذاتية، وهي ليست مجرد موسيقا وكلمات، بل هي جزء من ذاتنا، تحاكي واقعنا، وتذوب في تفاصيلها شئنا أم أبينا.
بقلم نزار جميل أبو راس
المصادر
رابط الأغنية سألوني الناس لفيروز
اقرأ ايضاً
سمرا يا ام عيون وساع للسيدة فيروز