
جدول المحتويات:
قصة أغنية سمرا يا ام عيون وساع للسيدة فيروز والاخوين رحباني
كلمات أغنية سمرا يا ام عيون وساع
سمرا يا ام عيون وساع … والتّنورة النيليّة
مطرح ضيق ما بيسَاع … رح حطّك بعينيّي
يا عيني عهالعينين … العا دنية ورْد انفتْحوا
وكيف ما التفْتوا عالمَيلَين … قلوب قلوب بيندبحوا
في نجم بلفتاتك ضاع حكيت عنك غنيّة
وسحرك يللي ما بينباع مبكي الوردة الجورية
لم بتكوني حدي بشوف … الدنيي مزارع ورد وفل
جوانح تعبانة ورفوف … بساتين تزقزق وتطل
ولما الأسرار بتنزاع … وبزعل من شي خبرية
بتقولي لي ارجاع ارجاع … ومدري شو بيصير فيي
جلسة لنا وعالحب مجتمعين
وتنيننا عالمقعد مجانين
وك قربي صوبي تنحكي شوي
عيونك وقلبي وسر هالحلوين
مبارح كانت عم بتقول … عصفورة لإختها بالسر
شالك يا سمرا مغزول … من لون الزهر المخضر
خليني بعينيك شراع … قاصد مينا منسية
وإن شي مرة الزنبق شاع … خبي لي منه شوية
كلمات: زين شعيب
ألحان: الأخوين رحباني
غناء: السيدة فيروز
يولد الإبداع بعفوية وتلقائية وأحيانا يكون وراء الإبداع قصة معاناة وألم، وحيناً آخر موقف مؤثر موحٍ يستلهم منه المبدع شرارة فكرته، وتكون الركيزة الأولى والضوء الأول الذي يبزغ في سماء إبداعه، هكذا تولد كلمات الأغاني، من رحم الموقف، وكم من موقف وكلمة وحلم كان وراء قصة إبداع حقيقية، تمخض عنها فكر المبدع وإحساسه المرهف.
ولادة أغنية سمرا يا ام عيون وساع للسيدة فيروز
كلمات الأغنية سمرا يا ام عيون وساع هي وليدة موقف طريف حصل مع السيدة فيروز وزوجها في زيارة خاصة لهما لمنزل الزجال الشعبي زين شعيب. فكلنا يعلم أن السيدة فيروز تملك إرثاً كبيراً من الأغاني التي كتبها ولحّنها الأخوين رحباني، وأن معظم أغانيها وألحانها كانت لهما، ونادراً ما كانت تغني فيروز لغيرهما. وتدور أحداث القصة في بيت الزجال زين شعيب حيث التقت السيدة فيروز به، وجرى بينهما حواراً انتهى بوعد من زين شعيب بأن يكتب لفيروز أغنية من كلماته تليق بها، والطريف بالأمر أن زين شعيب اشترط حينها أن تزوره هي وزوجها في منزله كي يفي بوعده لها. وبعد مضي فترة زمنية تذكّرت فيروز وعدها للزجال زين شعيب وأحبت أن تذهب لزيارته في منزله برفقة زوجها عاصي، ربما نوعا من حب الفضول وحب الاطلاع، وكانت تنتظر كلمات زين، فتهيأت للزيارة برفقة زوجها، وارتدت حينها (تنورة) بلون نيلي والأمر لم يكن مخططاً له أبداً.
لقد ذهبا إلى منزله بشكل مفاجئ، دون موعد مسبق، فقد كانا يريدان أن تكون الزيارة مفاجأة له، وعندما دخلا المنزل وجدا عدداً كبيراً من الضيوف، وكاد المنزل لا يتسع لهما، ولم يجدا كرسياً يجلسان عليه، مما استثار غضب فيروز وزوجها، وهنا تنبه صاحب البيت لهما، فبادر مُرَحباً بهما.. فمازحته فيروز أين سنجلس يا زين..؟ أين ستسقبل ضيوفك؟. وبفطرته ونباهته وذكائه حول هذا الموقف المُربك إلى لحظة إبداع جميلة فانطلق قائلاً
سمرا يا ام عيون واسع والتنورة النيلية
مطرح ضيق ما بيساع راح حطتك بعينيي
كيف كُتِبت أغنية سمرا يا ام عيون وساع
استطاع زين شعيب امتصاص غضبهما بهذه الكلمات الجميلة التي كانت وليدة الموقف، وبدون أي تحضير مسبق. إنها كلمات على بساطتها وعفويتها اختزلت كل الكلام وكل الترحيب وهل هناك أبلغ من ذلك.. فإذا ضاق المكان بكم ستحلون ضيوفاً على قلبي وفي عيوني، كما نقول لضيوفنا اذا المكان لم يتسع لكم فقلوبنا وعيوننا تسعكم. والشاعر التقط تلك الصورة بطريقة ذكية، فالعيون الواسعة والملاحة والسمرة، ثم لون التنورة، كلها كانت حاضرة في ذهن الشاعر، فاستفاد منها ووظفها بشكل جميل وساحر، فخرجت تلك الصورة الجميلة.
هنا فيروز قالت له يا زين ستكون هذه الكلمات مطلع الأغنية التي وعدتني بها، فأكمل كتابتها وتكون بذلك قد وفيت بوعدك لي..
أكمل زين شعيب كتابتها بهذا الشكل الجميل، ثم قام بتلحينها (الأخوين رحباني) وغنتها فيروز، فكانت من أجمل الأغاني التي غنتها، وتركت صدى جميلاً في النفوس لسهولتها وجمال معانيها.
نتساءل لو فيروز حينها لم ترتدي تنورتها النيلية، وأنهما ذهبا في موعد محدد مسبقاً، ترى هل كنا سنشهد ولادة هذه الأغنية الجميلة.. ربما لا.
ستبقى هذه الأغنية علامة فارقة في مشوار سيدة الغناء وجارة القمر فيروز.
بقلم نزار جميل ابو راس
المصادر
اقرأ أيضاً