قصة أغنيةمقالات منوعة

حيرت قلبي معاك لأحمد رامي وأم كلثوم

قصة أغنية حيرت قلبي معاك لأحمد رامي وأم كلثوم

حيرت قلبي معاك قصة حب عذري كتبت بين السطور كتبه أحمد رامي لأم كلثوم، كلمات غنتها بصوتها ليخلّدها التاريخ.

حيرت قلبي معاك

وأنا بداري وأخبي

قل لي أعمل إيه وياك

ولا أعمل إيه ويا قلبي

بدي أشكي لك من نار حبي

بدي احكي لك ع اللي في قلبي

وأقولك ع اللي سهرني

وأقولك ع اللي بكاني

وأصور لك ضنى روحي

وعزة نفسي منعاني

يا قاسي بص في عينيا

وشوف إيه انكتب فيها

دي نظرة شوق وحنيه

ودي دمعة بداريها

وده خيال بين الأجفان

فضل معاي الليل كله

سهرني بين فكر وأشجان

وفات لي جوه العين ظله

وبين شوقي وحرماني

وحيرتي ويا كتماني

بدي اشكي لك من نار حبي

بدي احكي لك ع اللي في قلبي

وأقول لك على اللي سهرني

وأقول لك ع اللي بكاني

وصور لك ضنى روحي

وعزة نفسي منعاني

يا ما ليالي أنا وخيالي

أفضل أصبر روحي بكلمة يوم قلتها لي

وبات أفكر.. في اللي جرى لك

واللي جرى لي

وأقول ما شافشي الحيرة

علي لما باسلم

ولا شافش يوم الشوق

في عيني راح يتكلم

وارجع أسامحك تاني

واحن لك والقاني

بدي اشكي لك من نار حبي

بدي احكي لك ع اللي في قلبي

وأقول لك ع اللي سهرني

وأقول لك ع اللي بكاني

وأصور لك ضنى روحي

وعزة نفسي منعاني

خاصمتك بيني وبين روحي

وصالحتك وخاصمتك تاني

وأقول أبعد يصعب علي روحي

تطاوعني ليزيد حرماني

ح أفضل أحبك من غير ما أقولك

إيه اللي حير أفكاري

لحد قلبك ما يوم يدلك

على هواي المداري

ولما يرحمني قلبك

ويبان لعيني هواك

وتنادي ع اللي انشغل بك

وروحي تسمع نداك

ارضى اشكي لك من نار حبي

وابقى احكي لك ع اللي في قلبي

وأقول لك ع اللي سهرني

وأقول لك ع اللي بكاني

وأقول يا قلبي ليه تخبي

وليه يا نفس منعاني

كلمات الشاعر أحمد رامي

تلحين الموسيقار رياض السنباطي

وغناء السيدة أم كلثوم

حب بين السطور

أصعب شيء على المحب أن يداري مشاعره عن الحبيب.. يعشقه حد الجنون لكن..؟ يخشى أن يصارحه، يناجيه في خياله.. وفي أحلامه، ويحس بنبض قلبه وابتهالاته وبوقع خطواته وبهمس شفتيه وبرعشة يديه وبوح عينيه.. فيتعلق بكل تفاصيل حياته متى يضحك؟ ومتى؟ يرضى.. متى يشعر بالضيق؟ وكيف يبكي..؟ كيف يتكلم..؟ وما هي طموحاته..؟ يعشق كل شيء فيه، ملامح وجهه، نبرات صوته، لهفته، رجع ندائه، إنه الحب المتفجر في ذاتنا، في جوارحنا، وفي أفكارنا، باد في حركاتنا وآهاتنا، حتى مسام جلدنا تتحدث عنه، لكن شفاهنا لا تنطق به. إنه  أصعب شعور، شعور الحب الذي يسكن في شغاف قلوبنا، ولا يبارحها، ولكن عزة في النفس تمنعنا من التصريح به، حب من نوع آخر، فيه حسرة وألم، فيه يعاني العاشق وتتألم روحه وتنزف مشاعره على محراب عشقه المقدس. إقرأ أيضاً قل للمليحة وصباح فخري

هذه قصة أغنيتنا، فالشاعر أحمد رامي جمعته علاقة عمل وصداقة بينه وبين سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتعمقت هذه العلاقة مع مرور الزمن فكانت علاقة سامية جمعت بين قلبين مرهفين، تعلق أحمد رامي بالسيدة أم كلثوم، ولكنه استطاع كتم مشاعره.. أحبها حباً جارفاً لا يمكن وصفه، واحتار كيف يخبرها به، علاقة صداقة وعمل وإعجابٍ تطورت إلى علاقة حب سامية نبيلة في مقاصدها، عظيمة في تجلياتها وقدسيتها. اقرأ أيضاً سمرا يا ام عيون وساع للسيدة فيروز

حيرة قلب.. صداقة وعمل أم حب عميق؟

نعم الشاعر أحمد رامي  كان ولهاً بها، وكثيرة هي الشائعات التي تحدثت عن هذه العلاقة، ومنها من قال أن أحمد رامي قد طلبها للزواج، وآخرون قالوا أن أحمد رامي كان يعشق صوتها فقط، وبعضهم نفى تلك العلاقة جازماً أن ما يجمعهما فقط علاقة صداقة وعمل، وغلب الحديث حسب مقربين منهما، أن الحقيقة كانت هناك علاقة حب عميقة اتضحت في كلمات الأغنية التي غنتها أم كلثوم، وكانت من أجمل أغانيها، والحقيقة لم يتقدم أحمد رامي لطلب يدها، بل أخفى مشاعره عنها وكتمها زمناً طويلاً، لكن ذلك الحب تفجر ولم يستطع السيطرة عليه بعد نبأ وفاتها، وما فعله أحمد رامي دليل على حب عميق وسامٍ، فيه من الوفاء والعشق والهيام الشيء الكثير. اقرا أيضاً فيروز والرحباني وأغنية سألوني الناس عنك يا حبيبي

يقال أن الشاعر أحمد رامي كسر قلمه ولم يكتب قصيدة واحدة بعد وفاتها، وأصعب شيء على الكاتب كسر قلمه، وكأنه يريد أن يقول لنا أنه كسر قلبه وحلمه، وكل ما كان مبعث أمل وتعلق في هذه الحياة. لقد أصيب بالاكتئاب، واختار العزلة، وهجر الناس جميعاً.

إنه شعور مرير، لقد فقد ثقته بكل من حوله بعد أن خطف الموت منه معشوقته وحلمه وأمله وكل ما كان سبباً في تعلقه بهذه الحياة. ويقال أنه ولشدة حزنه وألمه لم يقم برثائها ولو بقصيدة واحدة..

هدية وذكرى

الحزن الشديد والألم الروحي العميق سدّا عليه منافذ الإبداع والوحي الشعري، وليس غريباً أن يختار الوحدة والعزلة، فالشاعر بطبعه مرهف الإحساس، رقيق المشاعر، سريع التأثر، لا يتحكم بانفعالاته ولا بحزنه، فهي تعانده، وتجري عفو الخاطر، كيف لا.. وقد فقد أعز ما يملك، فقد حبه وملهمته، ودفق قلبه وشريانه

وتتحدث الروايات أن أحمد رامي بقي محتفظاً بخاتم أهدته إياه السيدة أم كلثوم أثناء زواجه، وبقي في يده حتى وافته المنية.

نعم هذا ملخص لحب شاعر متيم رفض الإفصاح عن حبه ومشاعره، وقام بتحويل هذا الحب إلى إبداع راقٍ، فكانت كلماته تتحدث عن عشقه وشوقه وعزة نفسه. إقرأ أيضاً يا حبيبي كلما هب الهوى وفيروز

إنها أغنية كتبها الشاعر بنبض قلبه ودمع عينيه، تركت في نفسه أثراً كبيراً فحول تلك المعاناة الإنسانية إلى لوحة شعرية جميلة رسمها بآهاته ولهفته وعشقه بقلم شاعر كتب بصدق وحرقة، وعندما شعر أنه لن يبدع بعد ذلك قام بكسر قلمه وودع الشعر والحبيبة وهجر كل شيء يذكره بها.

حيرت قلبي معاك

لحنها الموسيقار رياض السنباطي فكانت تحفة موسيقية تبوح بكل ما في خلجات القلب والروح، واستوقفتني بعض العبارات التي أحسست بعمقها وصدقها..

 

يا قاسي بص في عينيا.. وشوف إيه انكتب فيها

أفضل أصبر روحي بكلمة يوم قلتها لي

وأقول ما شافشي الحيرة.. علي لما با سلم

ولا شافش يوم الشوق.. في عيني راح يتكلم

خاصمتك بيني وبين روحي.. وصالحتك وخاصمتك تان

 

أرى فيها حب الشاعر أحمد رامي المختبئ في كلمات الأغنية واضحاً بيّناً.

إنها حكاية شاعر عاشق.. لا بل عاشق شاعر.. فالعشق بجعلنا شعراء.

بقلم نزار جميل ابور اس

حيرت قلبي معاك بصوت أم كلثوم

زر الذهاب إلى الأعلى