أنا وطفلي

الرقابة الأبوية

أهمية الرقابة الأبوية في تربية الطفل

ما أهمية الرقابة الأبوية في تربية الطفل، وما أثر التلفاز والإنترنت عليه، كيف سأحميه من أضرار المواقع الإباحية. أسئلة كثيرة تدور في ذهنك كأب أو أم مسؤول عن تربية طفلك تربية سليمة.

ومع التطورات الراهنة لعالم الإنترنت وللهواتف المحمولة، نجد أن تربية الطفل أصبحت أصعب من ذي قبل، وهذا يعود لعدد الجهات التي تتدخل في تربية الطفل منذ سن الولادة حتى سن المراهقة، وربما الشباب أيضاً، كما هو الحال حين وقوعهم ببراثن الضغوط والأشخاص الذين يستعملون طريقة غسيل الدماغ للشخص المقابل.

اقرأ أيضاً صعوبات التعلم عند الطفل

 أثر التلفاز والإنترنت ودور الرقابة الأبوية.

الطفل الصغير يرى برامج التلفاز ويلفت نظره تلك الألوان الزاهية والحركة المستمرة لبرامج الأطفال، والتي يقع فيها الطفل رغماً عنه عندما تتركه والدته أمام التلفاز، وتهيئ وضعيته أيضاً ليكون أمامه مباشرة.

هنا نرى الطفل وقد شدّه التلفاز تماماً حتى أصبح في دنيا أخرى.. وشيئاً فشيئاً سنرى تراجع قدرات الطفل العقلية وتراجع النطق وتأخر بالمشي. ناهيك عن تعرض الطفل لأن يرى عادات وتصرفات سيئة ربما يقوم بها “اليوتيوبرز” عندما يصورونها مع أطفالهم، ويضعون الفيديو بقائمة التخصيص للأطفال. نعم الموضوع هنا فيه طفل.. ولكن ماذا يفعل هذا الطفل، أو ما الخطر الذي يتعرّض إليه بسبب الأبوين الذين يحركهما دافع الربح المادي.

الوضع هنا ببساطة حادثة مؤذية، أو تصرف سيء يراه طفلك على اليوتيوب، وهذا الحادث يدخل في برمجته العقلية. إنه يتعلم بسرعة، وقد يقوم بالتقليد.

وهنا نرى “اليوتيوب” أحد البرامج التي تساهم بتخريب الطفل والتدخل بتربيته.. هذا بالإضافة للمواقع الجريئة والإباحية، التي تقوم على دعاية واسعة، وبالرغم من تجنب المواقع السيئة تكون الإعلانات بكل لحظة منتشرة على غوغل انتشار النار في الهشيم، وفيها طبعاً من الصور والحالات ما يندى لها الجبين..

اقرأ أيضاً اللغة وصلتها بمشاكل النطق والكلام

 كيف أحمي طفلي من مشاهدة المواقع الإباحية وغيرها.

أمّن غوغل هذه الخيارات في الإيميل “gmail”، وكذلك في  “facebook” و “تويتر” ومواقع أخرى، حتى الألعاب أصبحنا نرى الكثير منها يطلب منك إدخال الاسم والعمر حتى يخصص للمستخدم مساحة خاصة به. وهذا الأمر أصبح شيئاً عادياً.. فحدد اسم وعمر طفلك ليفتح اللعبة منها، هذا سيقيه بعض الشيء من الإعلانات الموجهة للأعمار الكبيرة، وأيضاً من عروض الشراء للألعاب أو البرامج التي قد يسيء استخدام المال فيه..

 الرقابة الأبوية على هاتف طفلي.

يوجد بحساب “”gmail الذي تشغل برامج الهاتف عليه خاصة المراقبة الأبوية التي تمنحك السيطرة على البرامج والإعلانات لعمر محدد. وهناك أيضاً بعض الميزات تطلقها شركات الاتصال التي تخصص للطفل أن يكون الهاتف متلقياً للاتصالات فقط، ولا يسمح له إلا برقم أو اثنين يمكنه الاتصال بهم.

 دور الرقابة الأبوية في توجيه الطفل لانتقاء المفيد من البرامج.

الطفل بعمر 3 شهور يستوعب تماماً ما يراه ويتفاعل معك عندما تحكي له حكاية أو تغني له..

  • بإمكانك أن تجلس مع طفلك لتحكي له حكاية، فتريه أحداثها على شكل صور وأنت ترويها، الطفل سيتفاعل معك ويحفظ الحكاية عن طريق الصور، لأن دماغه يعمل على الصور المُتلقاة.
  • عندما يكبر الطفل أكثر، قم باختيار القصص ذات المعنى والهدف واحكيها له.
  • لا تترك الهاتف بين يدي الطفل أبداً، بل أبقه بين يديك.
  • عندما يصبح الطفل في عمر السنتين دعه يتعرف إلى البرامج التعليمية.. ولا تترك هذا الأمر حتى يذهب للمدرسة.. أبداً، بل ابدأ به منذ عمر السنتين… فهو يدرك ويحفظ حتى وإن لم يتكلم أو يمارس الكتابة، حيث يقوم عقله الباطن بحفظ الصورة في رأسه. عندما يكبر الطفل وهو في هذا الجو من الخيار المناسب للمعلومات والبرامج والقصص التي يراها ويسمعها، سيصبح بإمكانك توجيهه لفتح البرنامج الذي ينفعه.

انتبه لسجلّ البحث الذي يحفظه “”google وافتح البرامج التي وصل إليها ابنك. وإذا شاهدت خطأ ما، بإمكانك حظر الموقع وحذفه من سجل البحث حتى لا يظهر مرة أخرى أمامه، فمن الممكن أنه تم الفتح بالخطأ. لكن ابق على يقظة.

اقرأ أيضاً صعوبات التعلم عند الطفل

 كيف أتصرف مع طفلي إذا علمت بأنه يفتح مواقع إباحية..

بكل بساطة

  • حاول أن تشرح لابنك أبعاد الأمر، فالنهر والضرب والصفع سيزيد الأمر سوءً، وقد يؤدي لزيادة التعلق والبحث الزائد، إما لمجرد العناد، أو للبحث خلف هذا المختبئ الذي لا تريده أن يعرفه.
  • حاول أن تستوعب ابنك، خاصة إن وصل لسن المراهقة، وأن تشرح له خطورة المواقع الإباحية، الجسدية والنفسية. حاول أن تشرح له بنفس الطريقة التي يبحث بها.. أي عن طريق «google»، فيكفي أن تضع كلمة أخطار كذا وكذا.. حتى ترى آلاف القصص عن هذا الأمر والنتائج التي تنجم عنها.. فلا بدّ أن ابنك سيقتنع في النهاية عندما يشاهد هذه القصص ونتائجها. فأنت علّمته أن الإنترنت للفائدة والعلم، وليس مضيعة للوقت.
  • لا تنسى تذكير طفلك بالوازع الديني الذي تربينا عليه، ولا بد من دعوة الأطفال إليه أيضاً.

اقرأ أيضاً عيد الفطر مع طفلي

خطر إدمان الإنترنت.

أثبتت الدراسات العلمية في جامعة إكسفورد البريطانية أن الشباب هم الأكثر عرضة للجرائم الإلكترونية، وأن عقولهم تتعرض لفشل في التطور العصبي اللازم. والأصغر عمراً من المراهقين والأطفال معرضون للوسواس، وسوء ضبط النفس، وقلة الاهتمام، والبرود العاطفي بالإضافة لما سبق، بسبب الإدمان على الإنترنت، بنسبة 75% للأعمار التي لا تزيد عن 10 سنوات، وبنسبة 80% للمراهقين، وهذه النتائج كانت لمختصي وخبراء علم الأعصاب.

كما أثبتت التجارب أن انعدام العلاقات البشرية لمدمني الإنترنت تؤدي لوصولهم إلى تصرف سلوكي غير سوي، وإلى انعدام الموازنة الذهنية للمخ بسبب قصور التطور الذي يحدث فيه. ولا أعتقد أنه يمكننا نسيان ضحايا لعبة «الحوت الأزرق» وعدد حالات الانتحار التي وصل إليها لاعبوها من المراهقين… ونلاحظ هذه الأيام أخطار لعبة «ببجي» التي يلعبها الكثير، والتي تطورت لتدفعهم للركوع للصنم، وهدم الكعبة. الشيء الذي دفع بعض الدول العربية لتحريمها، ولا نعرف أبعادها الأخرى التي ستظهر فيما بعد.

ومن هنا نجد أننا لسنا بمخطئين حين نقيّد وصول الأطفال للمواقع الإباحية السيئة السمعة.. والحذر من الألعاب التي تودي بالأطفال والمراهقين للهلوسة والتصرفات غير المسؤولة.

بقلم جميلة نيال

المراجع

إدمان الإنترنت وعلاجه

هل أولادنا آمنون على شبكة الإنترنت

 

زر الذهاب إلى الأعلى