تنمية الذات
أخر الأخبار

أشهر 10 عادات مؤذية للذات مع أفضل الخطوات للتخلص منها

العادات المؤذية للذات

يبدو أنَّ حاجة البشر المتأصلة للفوضى لن تنتهي أبداً، فأغلب البشر لديهم شهيّة وميول لإلحاق الأذى بأنفسهم سواء أكان هذا الأذى نفسي أو جسدي أو عقلي، فكما أكَّد العلماء والباحثون في مجال علم نفس –وعلى رأسهم الأب المؤسس لعلم النفس الطبيب سيغموند فرويد- أنَّ من طبيعة البشر المشاركة في عادات مؤذية للذات وغير صحية لذواتهم سواء في الفرح والسرور أو في الحزن والاكتئاب، وحيثُ أنَّ الكثير من هذه الأنشطة والسلوكيات غير مُتعمّدة أو مقصودة إلَّا أنَّ نتائجها كارثيةٌ بحق، حتى ولو لم تظهر الآن فإنَّها بكل تأكيد ستظهر على المدى البعيد، وفيما يلي سنقدَّم لكم الحل المناسب، ولكن دعونا أولاً نفهم ما هو السلوك المؤذي للذات، وأهم الأسباب التي تؤدي لهذا السلوك، وما هي أشهر العادات المؤذية للذات، وكذلك الخطوات الفعلية للتخلص منها… لنبدأ:

1) ما هي العادات المؤذية للذات؟

هي جميع الأنشطة والأفعال التي قد تلحق بك الأذى بشتَّى أنواعه (جسدي، عقلي، عاطفي،…إلخ)، ومن الممكن أن تكون مقصودة، أو غير مقصودة، ولكنك تعلم أنَّها تضرُّك لأنَّ الدافع وراء هذه السلوكيات أقوى من قدرتك على التحكم بأفعالك.

وفيما يلي أسوأ هذه العادات أوالسلوكيات وأكثرها انتشاراً والتي لا بدَّ أنَّك قمت بأحدها لمرةٍ واحدةٍ في حياتك إن لم يكن عدة مرات…

والآن تابع القراءة بينما ننظر إلى أشهر العادات المؤذية للذات، وبعض أسباب السلوك المؤذي للذات، وماذا نفعل حيالها.

2) أسوأ 10 عادات مؤذية للذات

– عادة جلد الذات والحط منها

أحد أكثر السلوكات سلبيةً وإحباطاً حيثُ يظهر تأثيرها على الأشخاص والمجتمع ككل، ويتلخّص هذا المفهوم بأن يقوم الأشخاص بتحميل أنفسهم المسؤولية عند القيام ببعض الأمور السلبية، ومن ثمَّ جعل النفس تعاني دون رحمة –قد تصل للإيذاء الجسدي كالحرق أو جرح اليد- ظناً منهم أنَّه يجب معاقبتهم وتأديبهم لتقويم سلوكهم وتصحيحه.

– عادة تعاطي المواد الضارة كالمخدرات والتدخين

قد تجد الكثير من الأشخاص حولك يدخنون وتقول أنَّ الأمر عادي لأنَّهُ أصبح شائعاً، لكن في الحقيقة جميع المدخنين يقتلون أنفسهم ببطء، وقد تجد في طريقك بعض المدمنين على المخدرات أو ما يشابهها، وتُعتبر المخدرات أكثر الطرق التي يدمر بها البشر أنفسهم، وغالباً جميع المدمنين يتصفون بالغضب السريع وعدم القدرة على ضبط الذات تجاه ما يدمنونه، وبالتالي تراهم يخوضون حرباً داخليةً في أنفسهم سُرعان ما تتحول حرباً خارجيةً على المحيطين بهم.

– مقارنة نفسك مع الأخرين أو وجود علاقات سامة ومؤذية للذات

أسوأ ما يقوم به أي شخص هو مقارنة نفسه مع الآخرين، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ كبيرٍ أصبح موضوع المقارنة شائعٌ جداً بين الناس، وهذا يؤدي إلى انتشار المنافسة والتفكير الدائم بالـ “أنا” عوضاً عن التفكير في “نحنُ”، والحل هو مقارنة نفسك مع نفسك فقط، أي قارن نفسك مع نفسك منذ أشهر وسنين ولاحظ مقدار التحسن والتطور. وقد يكون هناك في محيطك أشخاص تربطك بهم علاقات سامَّة تعودُ لأسبابٍ مختلفةٍ، حاول أن تصلحها ولكن إن لم تستطع فالأفضل -وبكل بساطة- الابتعاد والتخلص من هذه العلاقات نظراً لما لها من تأثير سلبي كبير على الذات.

– التركيز على الماضي دون النظر للمستقبل

جميعنا عُرضَةً للفشل وعدم النجاح، ربما في الدراسة أو في العمل أو حتى في الحياة العائلية، ولكن الفرق بين الأشخاص الناجحين والفاشلين هو أنَّ الفاشلين يندبون حظهم ويستسلمون للماضي ويخافون من المستقبل، بينما الناجحون دوماً ما يحوِّلون الفشل إلى نجاحٍ، وذلك عن طريق الاستفادة منه كدرسٍ لا يجب الوقوع به في المستقبل. وعلى سبيل المثال نذكرُ لكم الكاتبة الشهيرة “أجاثا كريستي” التي تركت زوجها لخلافاتٍ بينهما وأخذت ابنتها وغادرت بعيداً عنهُ، وبعدها أصبحت الكاتبة الشهيرة التي نعرفها الآن. كانت “أجاثا” تستطيع ندب حظها ولوم الماضي إلَّا أنَّ سعيها الدائم والمستمر أوصلها إلى المكانة التي وصلت إليها.

– عادة الإجهاد الزائد في العمل وقلة ساعات النوم

كما نعرفُ جميعنا فالعمل أمرٌ ضروريٌ لكي نستطيع الاستمرار بالعيش، ولكن الإسراف في العمل لساعاتٍ طويلةٍ يؤدي لأضرارٍ جسيمةٍ، فكما يؤكد الكاتب الشهير ستيفن كوفي في أحد كتبه الأكثر مبيعاً “العادات السبع الأكثر فاعلية للناس” أنَّ كلّ الناس التي تبني حياتها على العمل أو ترجّح كفة العمل على حساب الأمور الأخرى فإنَّها تفتقد للتوازن في الحياة، وفقدان التوازن هذا غالباً ما يؤدي إلى خسارة الكثير من الأشياء المهمة كالصحة أو العائلة.

– عادة تأجيل الأمور وتسويفها وأضرارها على الذات

منذ أن كنّا أطفالاً ونحن نسمع الحِكم والعبارات التي تدل على أهمية عدم تأجيل الأمور مثل “لا تأجل عمل اليوم إلى الغد” و”أجّل طعامك إلى الغد ولكن لا تؤجل عملك”، فنحن نفهمها جيداً، ولكن هل نُطبّق هذه العبارات فعليّاً!؟.

إحدى العادات السيئة جداً هي تأجيل القيام بالأشياء إلى وقتٍ لاحقٍ، وفي الحقيقة معظم الأشياء التي يتم تأجيلها تنتهي بعدم القيام بها، وهذا ما يجعلنا نقع في قفص التسويف الدائم والمستمر إلى الأبد.

إقرأ عن مصفوفة أيزنهاور من هذا الرابط

وعند تسويف الأمور ستشعر بالألم بكل تأكيد لأنَّك لا تقوم بالمهمة، وبالتالي ستشعر بالإحباط… إذاً استبدل شعور الألم بشعورٍ ممتع، وابدأ بالمهمة الآن ودون تسويف.

– إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

أحد أشكال الإدمان الحديث، وهو الإفراط في تصفّح وسائل التواصل الاجتماعي لدرجةٍ تصلُ إلى عدم قدرة الشخص على التوقف ويصبح استخدامه لهذه الوسائل “قهرياً”، يُعرَفُ هذا الإدمان باسم “اضطراب الإدمان على الانترنت”، وينتج عنه أضراراً فادحة للأشخاص في شتّى مجالات الحياة، كما توصّل خبراء علم النفس إلى وجود علاقة وثيقة بين إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية.

تستطيع معرفة إن كنت مدمن لوسائل التواصل بطريقةٍ سهلةٍ، وهي سؤال نفسك هل استخدامي لوسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ يوميٍ يُعتبر واجب ومسؤولية تحتاجُ إلى التنفيذ!! أم هي مجرد وسائل للتسلية وإمضاء بعض الوقت الممتع؟.

– تصديق حديث الآخرين مهما اتَصف بالسلبية

  • هل تعتقد أنَّه لا يوجد شخص ما فكر في ما تفكر فيه.
  • هل تظن أنَّك ستصلُ إلى إنجازٍ لم يصل إليه أحدٌ قبلك.
  • هل أنت تتصف بهذا الذكاء للقيام بهذه الأمور؟!

وغيرها من الجمل الكثيرة التي لا تتصف سوى بأنَّها سلبية بالمطلق، تجعلك تحط من قدرة ذاتك وتفقدك الثقة بالنفس، فكلام الآخرين غالباً ما يكون محبطاً ومؤثّراً، وعن تجربةٍ شخصيةٍ أنصح الجميع بالابتعاد عن أن الإصغاء للآخرين بسلبيتهم وإيجابيتهم، وهذا لا يعني أن لا تستشير الآخرين بل على العكس فالحياة تحتاجُ للكثير من الاستشارة، ولكن يجب أن تعرف من تستشير وتفكّر فيما يُقال لك، ولا تظن أنَّ أقوال الآخرين نصاً مقدساً يجب الالتزام به! بل هو فقط رؤيتهم للموضوع من وجهة نظرهم لا أكثر.

– الإفراط في الأنشطة المسلية المؤذية للذات

جميعنا كبشر نحتاج ونحبُّ أنشطة التسلية والترويح عن النفس مثل الألعاب والتسوق، ولكن الإفراط في هذه الأنشطة له أضرارٌ كثيرةٌ على الفرد وعلى المحيطين به، وعلى رأس هذه الأنشطة ألعاب الفيديو الرقمية، فقد أكّدت منظمة الصحة العالمية أنَّها قد تصنف الإفراط في ألعاب الفيديو على أنَّه مرضٌ في المستقبل القريب، فقد تجدُ نفسك تعطي الأولوية القصوى للعب، مما يؤدي إلى إهمال مجالات الحياة الأخرى. نصيحة: ابدأ بشكلٍ تدريجيٍ باستبدال عادات اللعب بعادات أخرى جيّدة كالقراءة أو الكتابة وستجد تغيّراً جذريّاً في حياتك.

– التذمر والشكوى الدائمة (دور الضحية)

لا تتذمر، لا تشتكي، ولا تكن ضحية!! لعب دور الضحية بالمُختصر هو اصطناع الوقوع ضحية تجاه موضوعٍ ما، ولعدّة أسباب مثل جذب أنظار الآخرين، أو تبرير القيام بفعلٍ ما، وفي عصرنا الحالي فإنَّ أغلب المجتمع أدمن لعب دور الضحية، والسبب الرئيسي هو انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ كبيرٍ. ويشرح لنا الكاتب ستيفن كوفي في كتابه “العادات السبع الأكثر فعالية للناس” أنَّنا عندما نعتنق مبدأ الضحية سنصبح من أبناء التشاؤم واليأس وبالتالي فقدان الأمل والحافز ومن ثمَّ الوقوع في مستنقع تقبُّل الواقع (إنني مجرد بيدق، بالله عليك ماذا يمكنني أن أفعل!).

والآن لا بدَّ أنَّك تتساءل ما هو السبب وراء قيام بعض الأشخاص بإيذاء أنفسهم، والجواب في الفقرة التالية:

3) أسباب السلوك المؤذي للذات

تعددت الأسباب التي تؤدي إلى هذه السلوكيات، والتي يُرجَّحُ أنها تعود إلى تجارب الحياة السابقة كالصدمات المتتالية منذ الطفولة، أو إلى الصحة العقلية، أو إلى الوضع العائلي للأبوين وعدم رعايتهما لأبنائهما بشكلٍ كافٍ، وكذلك الجو العام في الأسرة. والأسرة التي تكبح أحاسيس أفرادها ولا تسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم، هي بالحقيقة تدفع الأبناء إلى الكبت وتعلّم استخدام أساليب ملتوية للتعبير عن مشاعرهم.

4) خطوات التخلص من العادات المؤذية للذات

حسناً بعد أن عرفنا السلوك المؤذي للذات بشكلٍ مفصلٍ يتبقّى علينا فقط معرفة كيف يمكننا إيقاف هذا السلوك والحد منه الآن أو في المستقبل، لذلك لخصّنا لكم أهم الخطوات للقيام بذلك، وهي:

  • الإيمان بالقدرة على التغلب على العادات المؤذية للذات:

إنَّ التغلب على العادة السلبية أمرٌ صعبٌ وليس بالهيّن، ولكن الخطوة الأولى في سبيل التخلص منها هو امتلاك الإرادة والإيمان بأنَّك قادرٌ وتستطيع القيام بأي أمر.

  • تحديد المشكلة (العادة) بوضوح:

حددّ عادتك المؤذية بدقة ووضوح، ودوّنها عندك في دفتر ملاحظاتك.

  • التفكير في الأضرار الناجمة عن هذه العادة:

فكّر وادرس الأضرار التي تحدث لك نتيجة استمرارك في القيام بهذه العادة السيئة.

  • البحث في الأسباب:

ابحث في الأسباب التي أدّت إلى نشوء المشكلة، فمعظمنا يقع في خطأ البحث عن الأمور والمشاكل الآنية ناسياً الأسباب التي أدّت لهذه لمشكلة.

  • التخلص من هذه الأسباب:

بعد معرفتك ما هي أسباب العادة المؤذية للذات يتبقى عليك التخلص من هذه الأسباب في أي طريقةٍ تراها مناسبةً لك.

  • محاولة استبدال جميع العادات المؤذية بأخرى إيجابية:

مع مرور الوقت وعند التوقف عن القيام بإحدى العادات المؤذية، ولتجنب حصول الانتكاسة يمكنك استبدالها بعادات أخرى إيجابية مثل قراءة الكتب أو القيام ببعض التمارين الرياضية.

إقرأ أيضاً أفضل 7 ألعاب لتمرين العقل وزيادة الذكاء لجميع الأعمار من هذا الرابط

  • كافئ نفسك عند تحقيق النصر وكأنَّك بطل:

معظم الأشخاص يغفلون عن مكافأة أنفسهم، وهذا ما يجعلهم يقعون في الانتكاسة بين الفينة والأخرى، لذلك تذكّر أنَّه عليك أن تُكافئ ذاتك عند التخلص من كل عادة مؤذية وبشكلٍ مستمرٍ.

5) نصائح في التخلص من العادات المؤذية للذات

  • تدرّج في تخلصك للعادات المؤذية للذات، أي لا تحاول التخلص منها دفعةً واحدةً، وابدأ بالمهمة التي تعتقد أنَّها أسهل، ومن ثم انتقل للأصعب والأعقد.
  • عاقب نفسك عند الانتكاسة، وكافئها عند النجاح.
  • كُن منطقياً في وضع أهدافٍ قابلة للتحقيق، لأنَّ الفشل في تحقيق الأهداف الصعبة قد يحبطك.
  • لا تركّز فقط على التخلص من العادة، بل ابحث عن أمورٍ بديلةٍ تقوم بها عوضاً عن العادة المتّبعة.
  • اقرأ الكتب والمقالات التي تفيدك في فتراتٍ مختلفةٍ من حياتك.

وفي الختام نريد التنويه إلى أنَّك ستعاني في بداية محاولة إقلاعك عن عادةٍ ما، ولكن عليك أن تصبر لفترةٍ معيّنةٍ وستجدُ حياتك تتغير جذرياً كلّما تخلّصت من عادة مؤذية لذاتك، وسيصبح مجرد التفكير في العودة للعادات أمرٌ صعبٌ بشكلٍ مؤكدٍ.

المصادر

10 Harmful Habits That We Just Can’t Quit

5 Ways to Stop Self-Destructive Behaviors

Understanding Self-Destructive Behavior

إدمان مواقع التواصل الاجتماعي

زر الذهاب إلى الأعلى