أدب وشعر

أتعرف من هنيدة-بشر بن أبي خازم

أتعرف من هنيدة

من روائع الشعر الجاهلي أتعرف من هنيدة لبشر بن أبي خازم

أتعرف من هنيدة

أَتَــعـرِفُ مِـــن هنيدة رَسَـــــم دارٍ
بِــخَــرجَـي ذَروَةٍ فَـــإِلــى لِــواهــا
وَمِــنـهـا مَــنــزِلٌ بِــبِــراقِ خَــبــتٍ
عَــفَــت حِــقـبـاً وَغَــيَّـرَهـا بِــلاهـا
أَرَبَّ عَـــلـــى مَــغـانـيـهـا مُـــلِــثٌّ
هَــزيــمٌ وَدقُــــهُ حَــتّــى عَــفـاهـا
وَمـــا أَشـجـاكَ مِــن أَطــلالِ هِـنـدٍ
وَقَــــد شَــطَّــت لِـطِـيَّـتِـها نَــواهـا
وَقَــــد أَضــحَــت حِـبـالُـكُـما رِثــاثـاً
بِـطـاءَ الـوَصـلِ قَــد خَـلُـقَت قُـواهـا
لَـيـالِـيَ لا تَـطـيـشُ لَــهـا سِــهـامٌ
وَلا تَــرنــو لِأَســهُـمِ مَـــن رَمــاهـا
وَمَــومــاةٍ عَـلَـيـهـا نَــســجُ ريــــحٍ
يُــجــاوِبُ بــومَـهـا فـيـهـا صَــداهـا
فَـــلاةٍ قَـــد سَــرَيـتُ بِــهـا هُــدوءاً
إِذا مـــا الـعَـينُ طــافَ بِـهـا كَـراهـا
بِــصــادِقَـةِ الــهَــواجِـرِ ذاتِ لَــــوثٍ
مُــضَـبَّـرَةٍ تَــخَـيَّـلُ فــــي سُــراهـا
إِلَــيـكَ نَـصَـصـتُها تَـعـلـو الـفَـيـافي
بِــمَــومـاةٍ يَـــحــارُ بِــهــا قَــطـاهـا
عُــذافِــرَةٍ أَضَــــرَّ بِــهــا اِرتَــحـالـي
وَحَــلّــي بَــعــدَهُ حَــتّــى بَــراهــا
أَشُــــجُّ بِــهـا إِذا الـظَـلـماءُ أَلــقَـت
مَــراسِــيَـهـا وَأَردَفَـــهــا دُجـــاهــا
إِلـــى أَوسِ بـــنِ حــارِثَـةَ بـــنِ لَأمٍ
لِـيَـقـضِيَ حـاجَـتي وَلَـقَـد قَـضـاها
فَما وَطِئَ الحَصى مِثلُ اِبنِ سُعدى
وَلا لَــبِــسَ الــنِـعـالَ وَلا اِحـتَـذاهـا
إِذا مـــا الـمَـكـرُماتُ رُفِــعـنَ يَــومـاً
وَقَــصَّــرَ مُـبـتَـغـوها عَـــن مَــداهـا
وَضــاقَــت أَذرُعُ الـمُـثـريـنَ عَــنـهـا
سَـــمــا أَوسٌ إِلَــيــهـا فَـاِحـتَـواهـا
نَـمـى مِــن طَـيِّـئٍ فـي إِرثِ مَـجدٍ
إِذا مـــا عُـــدَّ مِـــن عَــمـرٍو ذُراهــا
وَأَضـحـى مِــن جَـديـلَةَ فـي مَـحَلٍّ
لَــــــهُ غــايـاتُـهـا وَلَـــــهُ لُــهــاهـا
نَــمَـوهُ فــي فُــروعِ الـمَـجدِ حَـتّـى
تَـــــــأَزَّرَ بِــالــمَـكـارِمِ وَاِرتَـــداهـــا
غِـــيــاثُ الـمُـرمِـلـيـنَ إِذا أَنــاخــوا
بِـــهِ فـــي الـلَـيلَةِ الـغـالي قِـراهـا
لَــــهُ كَــفّــانِ كَــــفٌّ كَــــفُّ ضُــــرٍّ
وَكَــــفُّ فَــواضِــلٍ خَــضِــلٌ نَــداهـا
إِذا مــــا شَــمَّــرَت حَـــربٌ عَـــوانٌ
يَــخــافُ الــنــاسُ عُـرَّتَـهـا كَـفـاهـا
يُــجــيـبُ الـمُـرهَـقـينَ إِذا دَعَــــوهُ
وَيَـكـشِـفُ عَـــن أَطـاخـيها دُجـاهـا
بَـخـيـلٍ تَـحـسِـبُ الــزَفَـراتِ مِـنـها
زَئــيــرَ الأُســـدِ مَــشـدوداً قَــراهـا

الـكـاتـب بــشـر بـــن أبــي خــازم

قد يهمك أن تقرأ

البيان والتبيين لمؤلفه الجاحظ

دلائل الإعجاز للإمام عبد القادر الجرجاني

المراجع

بشر بن أبي خازم الأسدي

أتعرف من هنيدة رسم دار

زر الذهاب إلى الأعلى